- لماذا لا تنجح الشركات رغم اهتمامها الكبير بالموظفين
لماذا لا تنجح بعض الشركات رغم اهتمامها الكبير بموظفيها؟
"نحن نهتم بموظفينا"... عبارة تتردد في الكثير من الشركات اليوم، لكن الواقع يُظهر أن هذا الاهتمام، وإن كان صادق النية، لا يضمن دائمًا أداءً متميزًا أو ولاءً طويل الأمد. فما السبب؟ ولماذا تتراجع نتائج بعض الشركات رغم بيئة العمل المريحة والمزايا المغرية؟
الفخ الخفي: الاهتمام دون توجيه
يعتقد بعض القادة أن إسعاد الموظفين بأي ثمن هو طريق النجاحرواتب مرتفعة، ساعات مرنة، بيئة مريحة، امتيازات سخية... لكنهم يُفاجَؤون بأن الأداء لا يتحسن، والنتائج لا تتقدم، والولاء لا يستمر
النية الطيبة وحدها لا تصنع فرقًا. فالخلل يكمن في "نوع" الاهتمام، لا في الاهتمام ذاته
دراسة من Harvard Business Review
أشارت دراسة حديثة إلى أن الشركات التي تُقدّم مزايا سخية دون وضع توقعات عالية، تخلق بيئة "رخوة"، ينتشر فيها
ضعف الانضباط -
تراجع الأداء -
فالموظفون لا يبحثون فقط عن الراحة، بل عن التحدي، النمو، وتحقيق الذات
دروس من: Google العطاء مع التوقعات العالية
رغم السمعة العالمية لشركةGoogleفي تقديم بيئة عمل مريحة وامتيازات استثنائية، إلا أنها تُعرف بوضوح مبدأها الإداري:"We care deeply about you… and we expect a lot from you."
أي أنها تمزج بين الإحسان والمسؤولية
هذا النموذج يؤكد أن الاهتمام الحقيقي لا يعني فقط منح الراحة، بل دعم الموظف لينمو ويُنجز ويُبدع
من واقع عملي كاستشاري:
في إحدى الشركات التي رافقتها استشاريًا، كانت الإدارة تعمل بكل جهدها لمحاولة بناء نظام تحفيزي للموظفين، وفعليًا قامت بذلك واستمر تطبيقه لمدة 3 شهور، ورغم ارتفاع مستوى الرضا الوظيفي بحسب الاستبانة القبلية والبعدية، إلا أن الأداء لم يتغير أبدًا، الانجاز والوقت الذي يتطلبه والمشكلات والتحديات كلها بقيت كما هي، وهذا ما يؤكد النتيجة التي رفعتها في تقريري لهم بأن الاهتمام المادي وحده غير كافٍ لتحفيز فريق العمل.
وبعد تحليل بيئة العمل بشكل أعمق، اكتشفنا أن
الأهداف غير واضحة -
لا يوجد نظام متابعة فعّال -
لا يُشعر الموظف بالتحدي أو التقدير الحقيقي -
قمنا حينها بإعادة تصميم ثقافة العمل، لتجمع بين
وضوح الرؤية -
رفع سقف التوقعات -
تدريب مستمر -
النتيجة؟ تحسن ملحوظ في الإنتاجية في غالب الأقسام.
المعادلة الذهبية لبيئة ناجحة:
الاهتمام النفسي + تحدٍ مهني + وضوح الأهداف + متابعة دقيقة = ثقافة أداء عالية
لا تكتفِ بالاهتمام بالموظفين من باب "الراحة"، بل:
أعنهم على تحقيق الإنجاز -
ساعدهم على النمو والتعلم -
قدّم لهم تحديات تطورهم -
الرفاهية بدون مسؤولية = بيئة استهلاكيةالحزم بدون اهتمام = بيئة طاردةلكن الجمع بين الاثنين = ثقافة أداء عالية… تدوم
روابط داخلية مقترحة:
كيف تصنع ثقافة تنظيمية قوية في شركتك؟
